بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على من لانبي بعده :وبعد
اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحابته الطيبين وسلم تسليماً كثيراً الى يوم الدين :
مر النبي بخيمة أم معبد الخزاعية فسالها هل عندها شئ قالت لا والله وكان ذلك سنة شهباء فنظر النبي الى شاه فقال ما هذه الشاة يا أم معبد قالت خلفها الجهد عن الغنم فقال :هل بها من لبن
قالت لا.
فقال: أتأذنين لي أن أحلبها
قالت: نعم
فمسح رسول الله بيده ضرعها وسمّى الله ودعا ودرت فدعا بإناء لها فحلب فسقاها فشربت حتى رَوِيَت
وسقى اصحابه حتى رَووا ثم شَرِب وحلب فيه ثانياً حتى ملأ الإناء ثم غادر عليه الصلاة والسلام.
فقدم زوجها أبو معبد فلما رأى اللبن عَجِب فقال :
من أين لك هذا فقصّت عليه الخبر...
قال والله إني لأراه صاحب قريش الذي تطلبه.
ثم قال صِفِيه لنا يا أم معبد.فقالت:
ظاهر الوضاءة
أبلجُ الوجه
حَسَنُ الَخلْقِ
لم تعبه ثُجْلَه
ولم تُزْر به صُعْلَه
وسيم قسيم
في عينيه دَعَجٌ
وفي أشفاره وطفٌ
وفي صوته صَحَل
وفي عنقه سَطَحٌ
أحور
أكحل
أزجُّ
أقرنُ
شديد سواد الشَعَر
أذا صمت علاه الوقار
وإن تكلم علاه البهاءُ
أجمل الناس وأبهاهم من بعيد
أحسنهُ وأحلاه من قريب
حُلْوَ المنطق
فَصْلٌ
لانَزْر ولا هَذْر
كأنَّ منطقه خرزاتُ نَظْمٍ يتحدّرن
ربعةُ
لاتقحمُه عينٌ من قصر
ولاتشنؤه من طول
غصنٌ بين غُصنين
فهو أنظر الثلاثة منظراً
أحسنُهم قدراً
له رفقاء يحفّون به
إذا قال: أستمعوا لقوله
وإذا أمر تبادروا إلى أمره
محفودٌ
محشودٌ
لاعابسٌ ولا مُفنِدٌ
قيل ان هذا أحسن وصف من البشر للنبي من ناحية الخُلق والخِلقة ..
وقد وصفه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في قوله وإنك لعلى خلق عظيم
فصلى الله وسلم بارك عليه عدد ما خلق الله في السماء وعدد ما خلق في الارض وعدد ما خلق بينهما وعدد ما هو خالق
فصلوا وسلموا عليه ..