ملك من الملوك عنده بنت واحدة فقط ???
بنت شابه أسمها كوهرشاد…
هذه البنت كانت جداً جميله وفي نفس الوقت كانت متدينة خلوقة
ومؤمنة تخاف الله تعالى...
كان عندها عُقد(قُلادة) من ذهب ثمين جداً...
هذه البنت الشابة كوهرشاد تبرعت بعُقدها وقالت خذوا هذا العُقد وبيعوه وإبنوا بالأموال مسجداً…
فأخذوا مساعدين الملك هذه الأموال وبنوا به مسجداً كبيراً وجميلاً جداً…
فقالت بنت الملك لحراسها أريد أن أذهب وأرى المسجد فاذهبوا وأخلوا المسجد من الناس والعمال لكي أدخل وأطّلِع على العمل
فخرج الناس والعمال كلهم..
وكان أحد العمال يعمل في مكان مرتفع فوق فلم يروه الحرس فبقيَ مكانه…
دخلت كوهرشاد الملكة للمسجد ورفعت الحجاب عن وجهها وأخذت تنظر للمسجد
فرأى العامل بنت الملك وجمالها فأحبها وعشقها..
فأثر العشق في قلب هذا الولد الشاب العامل ورجع للبيت وأصابه من كثر الشوق والحب مرضاً وضيقاً وبقيَ طريح الفراش!!!
هو شاب يتيم الأب وعنده أم عجوز...
فسألته أمه بحزن: مابكَ ياولدي… لم حالك هكذا؟
فقال يا أمي أنا رأيت بنت الملك فعشقتها وأحببتها وأريد أن أتزوجها فإذا صارت لي فحالتي ستتحسن وإلا سأموت...
فهذه الأم ليس عندها إلا هذا الشاب فرغبةً في بقاء حياة إبنها وعطفاً عليه
قامت وهي آيّسة وذهبت لبنت الملك... وفي كل يوم جمعة تجلس بنت الملك تجلس في قصرها ونساء المدينة يأتين لزيارتها وطلب المساعدة منها..
فدخلت هذه العجوزه جلست عند بنت الملك...
وأخذت تتوسل من الله بأن يساعدها…
هذه العجوز طلبت بقلب منكسر من الله قالت يا رب العالمين أنا أريد ولدي ولا أريده أن يموت وهو ولدي الوحيد فأسألك يارب ان تُهيئ الأسباب...
فالنساء كل واحدة أخذت طلبها من بنت الملك وخرَجن.. ّفبقيت هذه العجوز وحدها فجاءت لبنت الملك الشابة الجميلة المؤمنة وقالت لها يابنت الملك أنا عندي طلب ولا أتصور أن تُقضي لي حاجتي...
فقالت الملكة قولي ماذا عندك...
فقالت المرأه إبني شاب عامل بناء وفي يوم من الأيام رآك وعشقك ويريد الزواج منك وهو الآن مريض وأخشى عليه من الموت..
فخادمات الملكه أخذنّ يضحكن ويسخرنّ على الأم العجوز...
فبنت الملك قالت أنا موافقة ..
فقالت العجوز موافقه!!!
قالت كوهرشاد نعم موافقة هل إبنكِ شاب مؤمن. فقالت العجوز نعم
وما هو مهرك يابنت الملك???
والمعروف بنت الملك تطلب المهر كم طنّ من الذهب واللؤلؤ والقصور وغير ذلك…
قالت الملكة كوهرشاد مهري هو
أن يُصلي إبنك صلاة الليل أربعين ليلة !!!
فقالت العجوز للملكة أهذا مهرك فقط؟؟؟!!!
قالت نعم فقط ذلك وأنا أتكفل بكل شيء وأعطيه أموال كثيرة وكل ما يحتاج وأجعله صهراً للملك ..
رجعت الأم فرِحة للبيت وجاءت لابنها المريض في الفراش.. قال لها أبشريني يا أمي ماذا قالت لك بنت الملك؟
فقالت أبشر ياولدي وافقت بنت الملك!!!
فقال ماهو مهرها…
تصور أنها طلبت مجموعة من المجوهرات لكي يعمل ويجمعها...
فقالت له أمه
الملكة تقول مهري أربعين ليلة تقوم فيها وتُصلي صلاة الليل..
قال فقط هذا ..قالت نعم ..قال سأفعل..
فقام أول ليلة وصلى لكن فكره وعقله عند جمال بنت الملك وحسنها...
وفي ليلة ثانية وثالثة ورابعة
لكن كان كل ليله كان يتقرب إلى الله اكثر فأكثر...
إلى أن أكمل الأربعين ليلة…
فرأى أنه صار لايشتاق لبنت الملك...
عشق آخر قد دخل قلبه وهو حب الله وعشقه..
وبعد مدة أرسلت بنت الملك إليه قائلة
لماذا تأخرتم ولم تأتون فقالت له أمه هيا يابني لنذهب ونخطب لكَ بنت الملك ماذا تنتظر..
فقال لا يا أمي لاحاجة لي بها !!!
أنا كنت أحبها لأني كنت لا أحب الله تعالى..
الآن أنا أحببت خالق هذه المرأه فما قيمة المرأة الجميلة أمام خالقها..أنا لا أريدُها..
وصل الخبر لكوهرشاد
بنت الملك فقالت أنا كنت أعلم بذلك…
إن الإنسان إذا صلى صلاة الليل أربعين ليلة فإن
الله تعالى يُغنيه عن كُل البشر وعن الدنيا وما فيها
فبنت الملك رأت أنها إذا رفضت هذا الشاب لعله يتألم أو يموت لذلك طلبت منه ذلك الطلب
وكانت متأكدة أنه سيرجع وحده
***
الحقيقه نحن نعشق الدنيا والمظاهر الماديه لأن قلوبنا خلت من حب الله تعالى فأحببنا غيره…
فينبغي علينا أن ندعو الله تعالى أن يملئ قلوبنا بحبه ونحاول قدر الإمكان ونضغط على أنفسنا للقيام في جوف الليل ونختلي بمعشوقنا وحبيبنا الذي لا ينسانا ابداً
وهو الله تعالى
((يا نَعيمي وجنتي ويا دُنيايَ وآخرَتي معك ياالله))
اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبُك وحُب كلِ عمل يوصلُنا الى قربُك ..