يبدأ يسيرًا ثم ينتهي إلى الفجور
الاجتراء في كل زمان يبدأ يسيرًا ثم ينتهي إلى الفجور ما لم يتدارك المرء نفسه.
الاجتراء على حرمات الله وحدوده لا يشترط أن يبدأ بفجور كامل واستحلال مطلق، بل غالبًا ما يبدأ يسيرًا محدودًا تغلفه الأعذار وتزينه الحيل..
لقد ورد في كثير من الآثار أن بني إسرائيل لم يبدؤوا باستحلال الصيد يوم السبت، ولكن الأمر بدأ بالحيلة من تجهيز الشباك ونصبها، واتخاذ الحياض وإعدادها يوم الجمعة حتى إذا أتت حيتانهم يوم سبتهم سقطت في الفخ وأخذوها يوم الأحد..
ثم تطور الأمر وبدأ الفتاوى المرخصة تزين لهم الأمر وتلبس عليهم دينهم، حتى قال قائلهم إنما نهيتم فقط عن الأخذ وليس عن سوق الحيتان! فسوقوها إلى الحياض في السبت وخذوها الأحد..
ثم تطور الأمر حتى حدثت الاستباحة الكاملة وقالوا ما نرى السبت إلا قد أُحل لنا..
واصطادوا في سبتهم وفجروا عن أمر ربهم..
وكذلك الاجتراء في كل زمان يبدأ يسيرًا ثم ينتهي إلى الفجور ما لم يتدارك المرء نفسه.