ضاعت الأخلاق فى تحصيل الأرزاق
من يريد أن يرى المسلمين ويتفحَّص أحوالهم عليه ألا يراهم في المسجد ولكن فليراهم في السوق يذهب لأي سوق من أسواق المسلمين سيجد كل ما حذَّر منه النبي نسير ونحرص عليه هل سيرى **أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ} هل هي موجودة؟{وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ}هل هي موجودة ؟ أين المسلمون هنا؟ تجد النبي صلي الله عليه وسلم يقول آية المنافق ثلاث فنتمسك بالثلاث المنافق وليس المؤمن مع الأسف فإن آية
المنافق موجودة في كل طرقات المسلمين وفي كل أسواق المسلمين بل إنها دخلت مساجد المسلمين فإذا حدَّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر أين المؤمن إذاً؟ يقول المؤمن ليس بسبَّاب ولا لعَّان ولا فاحش ولا بذيء فنتمسك بما نهى عنه وستسمع وتشهد كل هذا في أسواق المسلمين المؤمن ليس بكذَّاب المؤمن ليس بكذَّاب أين هذا المؤمن؟في المانيا فالمؤمن الذي هناك يمشي
على هذه الشاكلة لكن المؤمن الذي هنا وفي بلاد النبي العربي فإذا جاء من عمل عمرة أو خلافه يقول أنا قادم من عند النبي - أي من عند مقصورة النبي - فأصدم بمن أتى من عند حضرة النبي ؟ يأكل مال النبي وهذه مصيبة هل هذا ما كان عليه أصحاب رسول الله ؟ الذين كانوا جميعاً حريصين على كل هذه الأخلاق النبوية وكانوا يعرفون أن هذه البضاعة هي التي بها جمال الأمة المحمدية وإذا تجردت الأمة
الإسلامية من الأخلاق القرآنية فما الفارق إذاً بينها وبين غيرها ؟ومع الأسف فإن الأمم الأخرى يوجد عندها بعض هذه الصفات ولكنها عندنا مفقودة ودعونا نتناول قضية انهيار الأخلاق من زاوية أخرى إنها مصيبة حلَّت بالمسلمين واستمكنت منهم ثم ضربت جذورها بأرضهم فنمت وترعرعت وأثمرت المصيبة التي حلت بالمسلمين أن غيرنا ظلوا وراءنا إلى أن غيَّرنا جلدنا وتركنا أخلاقنا في سبيل المضمون وهو الرزق فهو
يخون ويخدع ويغش لكي يحصل على المضمون الذي إذا لم تأخذه في الحرام وصبرت سيأتيك في الحلال لكنه متعجَّل وبذلك يتعجل سخط الله وغضب الله ونقمة الله لماذا؟لأنه يخالف هدي الله وسنة حبيب الله ومصطفاه فسنَّة الله معنا فالكافرين يأخذون الدنيا بالجدَّ فيها ونحن تأتينا الدنيا بالزهد فيها إن وجدت وبالصبر على فقدانها إن غابت بلا ضجر و لاتململ و لا تعجُّل إنها حكمة الله فإن ميزاننا غير ميزانهم فهم
يأخذونها بالجد والاجتهاد فيها أما ميزاننا فهي التي تأتينا بالزهد فيها ولو جرينا خلفها وجاهدنا فيها فإنها تجري أمامنا ولا نلحقها كما نرى الآن لكل قوم مشربهم ولكل قوم ميزانهم ولكل قوم جعل الله لهم تعاملاتهم في أحوالهم مع ربهم وبصيغة ثانية:فإن تعاملنا غيرهم فهم يتعاملون مع الأسباب والأسباب من يحسن استخدامها تعطيه ما قدّره له الوهاب لكنه قدّر لنا أن يكون تعاملنا مع مسبَّب الأسباب والأسباب بعد ذلك
تأتي لنا بغير حساب وبصيغة ثالثة في نفس الموضوع : جعل الله رزقهم بحساب وجعل رزقنا بغير حساب وذلك لأن رزقهم على الأسباب ورزقنا على مسبِّب الأسباب أين بابنا **وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} وبصيغة رابعة :جعل الله أرزاقهم بالجد والعمل والاجتهاد في الأسباب وجعل الله أرزاقنا بالتقوى وطاعة مسبب الأسباب{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} فعندما نتبعهم في هذا الباب هل
نكون على صواب؟ أم على خطأ ؟ على خطأ ولذلك فإن حالنا الآن هكذا لأن الله أمرنا أن نتبعهم في باب واحد وهو{يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أي كيفية استخدام الدنيا وكيفية تسخير الدنيا أما الآخرة قال : لا **وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} إياكم أن تتركوا الآخرة فنحن قد تابعناهم في الدنيا ونسينا الآخرة هم نسوا الله فأنساهم أنفسهم ولكننا لا يصح أن ننسى الله لأن رزقنا بالله وليس على الأسباب التي أوجدها الله ولكن على الله